الصناعة التقليدية

إذا كان هناك نشاط واحد يديم تقاليد الأجداد مع التأكيد على مهارة النساء والرجال ، فهو الحرف اليدوية. إنه أفضل معيار مرجعي للهوية لأنه يتغذى على حاجة اقتصادية وعلى الدراية اللازمة لسدها.

يعتبر النشاط الحرفي في غليزان انعكاسًا لاتحاد البشر مع الطبيعة. ومن هذه الطبيعة يكتسبون رزقهم ويشكرون معرفتهم. الحرف اليدوية هنا عبارة عن مزيج من بصمات الحضارات المختلفة وبوتقة تنصهر فيها الثقافات.

من أكثر الأنشطة الحرفية انتشاراً ودواماً في غليزان صناعة الصوف واستخداماته المختلفة. ويشغل هذا النشاط في القلعة على وجه الخصوص شريحة كبيرة من السكان. على ضفاف الوادي الذي يعبر البلدة الصغيرة ينشغل الرجال بغسل الصوف وتجفيفه بشكل يومي. يستخدم جزء كبير من المنتج محليًا في صناعة سجادة القلعة الشهيرة. هذا نشاط حرفي جزء من عادات المنطقة ومصدر فخر لسكانها. تتميز بساط القلعة بخصوصية كونها مصنوعة من الصوف الخالص ، فهي خفيفة للغاية ومصممة خصيصًا. تغلب على زخرفتها بصمة الماس للحضارة العثمانية.

كما أن عمل الصوف حاضر بشكل كبير في مازونة ، وخاصة في غزل هذه المادة. كما أنها موجودة في معظم مناطق الولاية في صناعة البرنس والغندورة. تشتهر بلدة غليزان أيضًا بنشاط التطريز بالغندورة والحروق.

نشاط آخر واسع الانتشار ، خاصة في المناطق الجبلية ، هو صنع الأواني والأدوات الأخرى من الدوم (Chamaerops humilis ، أو النخيل القزم). هذا النشاط موجود بشكل خاص في محليات رمكا ، عين طارق ، ولجة ، عمي موسى.

لا ينبغي التفوق على الفخار ، لأن النساء في معظم أنحاء الولاية يبذلن قصارى جهدهن لصنع جميع أنواع أواني التيراكوتا.

يتواجد نشاط مدابغ الجلود في القلعة والمزونة ، لا سيما في الأخيرة حيث يتنافس الحرفيون مع التلمسان ، المشهورين في هذا المجال.

كما تجد براعة رجال ونساء غليزان تعبيرها الكامل في صناعة الملابس التقليدية ، والتي تتراوح من الغندورة الأساسية والبرنس المطرز ، إلى الزهرة الأنثوية النموذجية في الغرب.

ولاية غليزان بها ما يقرب من 4600 حرفي يوظفون حوالي 9000 شخص.

فيما يتعلق بالبنية التحتية المخصصة لتعزيز الحرف اليدوية ، يمكننا الاستشهاد بثلاثة من أبرزها:

1 – البيت الحرفي: مساحة للإبداع والترويج والتدريب على الحرف اليدوية. لديها 14 ورشة إنتاج ، وغرفة تدريب واثنين من مناطق العرض والمبيعات ، بما في ذلك واحدة مغطاة.

الأهداف المخصصة لهذا الهيكل هي على وجه الخصوص:

• الترويج للمنتج الحرفي
• تدريب
• خلق فرص العمل
• الدافع لديناميكية اقتصادية من خلال تسويق المنتجات الحرفية

2 – بيت الفنون والحرف: موقعه في وسط مدينة غليزان يجعله موقعا استراتيجيا لتنظيم الفعاليات لترويج الحرف التقليدية. وقد ساهم هذا الوضع بشكل كبير في تعزيز ديناميكية جديدة في القطاع.

3 – وحدة تصنيع السجاد بالقلعة: هذه الوحدة مخصصة لصناعة السجاد الخاص بمنطقة قلعة بني راشد ، وكان يعمل في البداية 12 عاملة. تم إغلاقه منذ عام 1994 ، وتم إعادة تأهيله للتو لإعطاء دفعة جديدة لهذا النشاط وإدامته على مستوى الشباب.